الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من شك هل نوى القضاء أو صيام الست من شوال

السؤال

كنتُ أصوم أيام القضاء بعد رمضان، ثم خشيتُ ألا أتمكّن من صيام الست من شوال، فقطعت صيام القضاء وبدأت بصيام الست مباشرة دون انقطاع.
أنا متأكدة أنني صمتُ ثلاثة أيام من القضاء، لكنّي لست متأكدة من اليوم الرابع: هل كانت النية فيه لقضاء رمضان، أم لصيام الست من شوال؟ فهل يمكنني الآن أن أنوي عن أحدهما؟ أم إن صوم ذلك اليوم قد بطل بسبب نسياني لنية الصوم، ويجب عليّ أن أعيده؟
علمًا أنّني كنتُ أنوي إتمام قضاء رمضان أولًا، ثم أتبعه بصيام الست من شوال، ولكنني عندما خشيتُ ألّا أتمكن من صيام الست، قطعت صيام القضاء وشرعتُ في صيام أيام الست، وبسبب ذلك نسيتُ نية اليوم الرابع الذي قررت فيه قطع صيام القضاء والبدء في صيام الست من شوال.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قضاء رمضان، ونحوه من كل صوم واجب، لا بدّ فيه من تعيين النية الجازمة، قال ابن قدامة: ويجب تعيين النية في كل صوم واجب، وهو أن يعتقد أنه يصوم غدًا من رمضان، أو من قضائه، أو من كفارته أو نذره. اهـ.

وما دام الشك في صحة نية القضاء طرأ عليك بعد انقضائه، فإن هذا لا يضر، وبالتالي فإن اليوم الرابع يحسَب لك من القضاء، وليس من الست من شوال.

جاء في مغني المحتاج للشربيني: ولو شك بعد الغروب هل نوى أو لا ولم يتذكر، لم يؤثّر أخذا من قولهم في صوم الكفارة: إن شك بعد الغروب هل نوى أو لا أجزأه، وهذا هو المعتمد. اهـ.

فالشك في صحة العبادة بعد الفراغ منها لا يبطلها؛ كما تقدم في الفتوى: 120064.

وتقديم صيام الست من شوال على قضاء رمضان جائز بلا كراهة على القول الراجح، كما سبق في الفتوى: 56492.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني